رياضة الرياضيون والسياسة: السلامي يستشهد ببورقيبة والترجي، شرف الدين وبن عمر يؤكدان الفصل بين المجالين وبن غربية يراهن على "غزوة" حقيقية

مع اقتراب الاستحقاق المرتقب في الانتخابات التشريعية والرئاسية، بدأت معالم المشهد تتوضّح لجمهور الناخبين الذي اصطدم بمعطيات جديدة تمثلت في بروز وجوه رياضية ضمن "مانشات" بعض الأحزاب قصد ضمان موطىء قدم ضمن تركيبة مجلس النواب القادم أو حتى الرئاسية لم لا...
وتواصلا مع التجربة الأولى منذ ثلاث سنوات، فان المرحلة الحالية عرفت ترشح عديد الوجوه الرياضية البارزة بدأت في البروز ضمن جملة التطورات الحاصلة في الحراك السياسي بتونس..
هذه المرة استنجد نداء تونس بكل من منصف السلامي الرئيس الأسبق للنادي الصفاقسي لقيادة قائمة الحزب في عاصمة الجنوب، وكذلك الحال مع رضا شرف الدين رئيس هيئة النجم الساحلي الذي سيتولّى ذات الخطة في جوهرة الساحل سوسة، علاوة على الوجه الرياضي المعروف البشير بن عمر بجهة مدنين..كما التجات النهضة مجددا الى "ورقتها الرابحة" طارق ذياب في قائمة تونس الثانية بعد تجربته السابقة في وزارة الرياضة.
في ذات الاطار سيترأس مهدي بن غربية المسؤول الأول في النادي البنزرتي قائمة حزب التحالف الديمقراطي في بنزرت وسينافسه هنالك أيضا زميل الأمس ونائبه السابق سمير يعقوب عبر التيار الديمقراطي، فيما سيتولى محمود البارودي رئاسة قائمة نابل الثانية في التحالف وكذلك رئيس مستقبل القصرين كمال الحمزاوي بدوره عن النداء في دائرة عاصمة السباسب...أما بخصوص الرئاسية فان عزم سليم الرياحي رئيس النادي الافريقي لم يفتر بل ومازال مصرّا على ذلك بدليل ترشحه عن حزبه الاتحاد الوطني الحرّ للانتخابات الرئاسية.
هذا الغزو الرياضي للمشهد السياسي بات يحرّك عديد نقاط الاستفهام من قبل جمهور الملاحظين عن نوايا المترشحين وكذلك غايات الأحزاب التي منحتهم ثقتها لتمثيلها في مختلف الدوائر، وكما أشرنا سابقا على أعمدة أخبار الجمهورية عمّا يتردد عن النوايا من زواج المتعة بين الرياضة والسياسة، فان نفس الأسئلة باتت تتكرّر ولكن بثقل أكبر مع اقتراب ساعة الحقيقة..
هل وظّف بعض الرياضيين السياسة لخدمة أسمائهم ومزيد الترويج لها لغايات أخرى..وهل أن الأحزاب السياسية باتت حقا تلتجىء الى الوجوه الرياضية بحثا عن مزيد الشعبية واقتلاع الأصوات بكسر النمطية والروتينية السائدة عند السياسيين الحاليين.؟
هذه جانب من نقاط الاستفهام كنا طرحناها على بعض المعنيين بالانتخابات وهو ما تكتشفونه تباعا...
البداية كانت بمنصف السلامي الذي سيمثل النداء في دائرة صفاقس والذي قال ان الاشراف على تسيير جمعية رياضية هو تمرين حقيقي على المسؤوليات السياسية، فالجمعية تعدّ وفق رأيه محيطا ملائما للقيام بدور تربوي واجتماعي علاوة على الرياضة التي يرى أنها لم تكن بتاتا في معزل عن السياسة منذ قديم الزمان مستشهدا بحالة الحبيب بورقيبة الذي كان قريبا جدّا من الترجي علاوة على ترؤسه للجمهورية التونسية، وكذلك حامد القروي مع النجم الساحلي.
السلامي أكد أيضا أن النشاط السياسي ليس حكرا على وجوه بعينها، بل ان المسؤول الرياضي يظلّ قريبا من جهته ومتطلباتها وانتظاراتها وهو ما يجعله قادرا على النجاح في الايفاء بمشاغل السكان وهو ما سيسعى الى تحقيقه وفق كلامه...
الفصل بين الواجبات والاختصاصات
من جهته قال رضا شرف الدين انه يفصل جيدا بين مهمته وواجبه كرئيس لهيئة النجم الساحلي وبين الخطة التي سيتقلّدها كرئيس لقائمة نداء تونس في دائرة سوسة.
شرف الدين قال انه واع بما ينتظره ولا مجال للخلط بين الاستحقاقين مضيفا أن جمهور النجم الساحلي ومتساكني سوسة من جهة أخرى يعرفان ذلك جيدا وسيتكفّلان بالاجابة عمّا تردد سرّا وعلانية من قبل البعض في جوهرة الساحل.
في نفس الاطار بدا الرئيس الشرفي لأولمبيك مدنين البشير بن عمر مماثلا لرضا شرف الدين في موقفه، بن عمر قال انه ترشح عن النداء وهو مدعّم لأولمبيك مدنين وليس كرئيس من جهة، مضيفا أنه أقدم على الخطوة من منطلق ادراكه باحتياجات الجهة ومشاغل أهاليها مؤكدا أن كلّ همه هو خدمة مدنين والمساهمة في تنميتها..والرقيّ بالبلاد ككلّ بعيدا عن أية حسابات ونوايا أخرى...
مؤشر صحّي وخطوة نحو الديمقراطية...
يبدو رئيس النادي البنزرتي مهدي بن غربية من المتمرّسين بالعمل السياسي فهو يخوض التجربة للمرة الثانية مما جعله محل اقتداء من قبل الكثيرين، بن غربية قال ان الأمر ليس مدعاة للاستغراب بل معتبرا اياه مؤشرا صحيا على بداية انتشار الفعل الديمقراطي ببلادنا.
بن غربية قال ان من ترشحوا للانتخابات التشريعية وعلاوة على تجاربهم الرياضية-الاجتماعية من خلال النوادي والجمعيات فان أغلبهم يسيّر مؤسسات اقتصادية وشركات وبامكانهم تقديم طروحات لمساعدة الاقتصاد الوطني في هذا الظرف.
وقال محدثنا ان ما يجري أمر ايجابي ومشجّع متمنيا أن يكون التنافس السياسي على شاكلة ما يجري من اصرار في الرياضة، خاتما بالقول انه تلقى اتصالات عديدة من رياضيين للاستفسار حتى عن أحزاب منافسة للتحالف الذي ينتمي اليه مؤكدا أنه شجع الكثيرين على الغوص في بحر السياسة.
اعداد: طارق العصادي